لقد اولى الإسلام الاهتمام الكبير للمرأة واحترام مكانتها ودورها وإعطائها الحق الكامل في ممارسة ذلك الدور في مجتمعها ومحيطها العائلي فهي الأم والبنت والزوجة والأخت
بل هي الركيزة الأساسية في المجتمع الإنساني بشكل عام وعامل مهم في استمراره ودوامه كذلك رفع الإسلام من شان المرأة ودفع عنها الظلم والاضطهاد والاستغلال الذي لحق بها من رواسب الجاهلية المقيتة حتى اصبحت تنافس الرجال بالعمل والعطاء والنصرة والتضحية و لها ما للرجل من الاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى بعد ان كانت في الجاهلية متروكة مهملة تابعة ذليلة تعد ضمن ما يرثه الابن من ابيه او سلعة رخيصة للهو والعبث حتى وصل الامر انه اذا رزق احدهم ببنت فانه يئدها ويقتلها تخلصا منها ومن عارها او فقرها وشؤمها (واذا بشر احدهم بها ظل وجهه مسودا وهو كظيم) فجاء الاسلام بشريعته السمحاء ورفع كل هذه المساويء فجعل لها حقوقا مادية ومعنوية وامتيازات على الزوج احترامها وتادية تلك الحقوق وانها كائن له كرامته وله مشاعره كذلك لها حصة في الارث من الزوج او الابن او الاب بقدر معين منصوص في كتاب الله ولها حق التعلم وطلب العلم اسوة بالرجل ومن حقها الوصول الى مراتب عالية في طلبه فالمرأة يمكن لها ان تكون مجتهدة في مجال الفقه والاصول وفروع الدين الاخرى وان تكون الطبيبة او المهندسة او المدرسة او الباحثة العلمية في مختلف العلوم الانسانية وضمن الاسلام لها ذلك وشجعها عليه حيث ورد في الحديث الشريف( اطلبوا العلم من المهد الى اللحد ).(طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) مع الاحتفاظ بالعفة والكرامة وعدم التبذل وان لا تكون سلعة رخيصة تقع في مهاوي الرذيلة والخيانة كما هو الحال في المجتمعات الغربية والذي يتبجح انه اعطى للمرأة حريتها ودورها في الحياة ويعتبره من الحضارة والتقدم وهو في الحقيقة يجعل المرأة في اسوء حالات الاستغلال لارادة الاخرين بينما الاسلام يعطيها حقوقها كاملة ويمنحها ايضا العزة والكرامة ويحفظها من كل سوء قد يلحق بها فالينظر الانسان المنصف الى الفرق بين الاطروحتين وبين المبدئين .اطروحة ومبدأ الاسلام الحنيف وبين اطروحة ومبدأ الغرب او ما يسمى بالتحرر والانفتاح ولم يغفل الاسلام عن التكوين العاطفي والنفسي للمرأة ومدى الاحاسيس التي تحملها لهذا اوصى واكد على الرفق بها وعدم حملها على ما لا تطيق لانها مهما كانت ضعيفة ولا تستطيع ان تعمل الاعمال الشاقة والكبيرة لان تكوينها وخلقتها تقتضي ان تمارس دورها الاول والرئيسي في بناء الاسرة وتكوينها على اسس صحيحة وسليمة