قصه الفتاة الممسوخة
القصة الحقيقة لفتاة عمانية أسخطت لحيوان يشبه
القرد
فى الأيام القليلة الماضية سرت شائعة قوية عن فتاة عمانية تحولت إلى حيوان زاحف بسبب استهزائها بالقرآن الكريم و وصل الأمر إلى حد توزيع منشورات لصورة الفتاة المزعومة فى المدن و القرى المختلفة و نشرها فى الصحف و المثير فى الموضوع أن الإشاعة لم تقف حدودها عند مصر فقط بل أصبحت حديث الجماهير العربية فى كل مكان.
الحديث عن هذه الفتاة لا يزال .. و الناس في حيرة بين مصدقين و مكذبين و ردود الأفعال متباينة و شبكة الإنترنت باتت مسرحا عاما للحوار و النقاش في هذا الموضوع و العجيب حتى الآن أنه لم يصدر أى رد فعل من دولة عمان سواء بنفي أو تأكيد هذه القصة.
"النبأ" تلقت رسائل عديدة من قرائها طالبوا بمعرفة حقيقة الموضوع و الوقوف على مدى صدق أو كذب هذه القصة و ذلك بعد أن وصلت الأمور إلى حد أستغللها في المتاجرة بالدين و توزيع منشورات تروج على أنها معجزة إلهية مع أن الإسلام لا يحتاج إلى مثل هذه المعجزات - أقصد - هذه اله راءات و من منطلق الحرص على تبديد الشكوك و توضيح الحقيقة و تلبية لرغبة قرائنا في المقام الأول .. بحثنا في الموضوع و يسرنا أن نضع هذه الحقائق آلتي نتمنى أن تكون خطوط فاصلة في هذه القصة.
فى البداية نرجو أن نوضح أن قصة هذه الفتاة المسخوطة منقولة عن أحد المنتديات على شبكة الإنترنت و المنتدى لمن لا يعرف يختلف عن الموقع فى طبيعة أخباره و موضوعاته فهو لا يعبر عن الإدارة و المسئولين و إنما عن الأعضاء الذين يكتبون بأسماء مستعارة و المنتدى بخلاف الموقع يفسح الطريق أمام أى شخص لكتابة و إبداء الرأي بحرية و لكن و رغم ذلك باتت مصادر تعتمد عليها وكالات الأنباء و الصحف فى نقل الأخبار و الموضوعات.
و بدأت القصة عندما كتب أحد الذين يجهلون الإسلام و أخلاق المسلمين خبرا على أحد المنتديات مضمونه أن فتاة من عمان كانت تتابع قناة غنائية فضائية على الدش بينما كانت أمها تقرأ القرآن الكريم و قالت لأمها: أزعج تينا بالقرآن أذهبي إلى مكان آخر فأصرت الأم على البقاء فى مكانها فاندفعت الفتاة و أخذت المصحف و رمت به على الأرض فذهبت الأم و حملت المصحف و وضعته على صدرها فسقطت أبنتها على الأرض و خسف الله سبحانه و تعالى بها على شكل "معيسلانة" حيوان زاحف يشبه القرد و توجد الفتاة بإحدى مستشفيات مسقط.. و قد أرفق كاتب القصة صورة شخصية للفتاة بعد مسخها .
المهم القصة نقلت عن المنتدى إلى منتدى آخر حتى وجدت مكان ثابت في جميع المنتديات على الإنترنت و لكن بدأت الأمور تتخذ منحنى آخر عندما نقلها أحد المواقع المفترض فيه أن يتوخى الحذر في نقل مثل هذه القصص لتنقلها بعض الصحف لتصبح القصة محل جدل واسع فى الأوساط العربية و الإسلامية كما هو حاصل الآن.
و بعد بحث و تمحيص تبين لنا أن هذه القصة لا تعدو مجرد شائعة أطلقها شخص قبل أكثر من عامين و الصورة موجودة على الإنترنت و لكن مقصورة على المنتديات فقط و لم تعرف القصة الانتشار إلا بعد نشرها في بعض الصحف و من هنا يلقى باللوم على هذه المطبوعات آلتي لم تتحرى الدقة فيما تنشره و لم تعمل حسابا لذوى الثقافة المحدودة الذين يصدقون مثل هذه اله راءات.
و يحسب لموقع النيليين الذي نشر القصة أنه بادر بالاعتذار الرسمي لكافة المسلمين و الجماهير في أنحاء العالم عن نشره للصورة و الخبر و خص دولة عمان آلتي ورد اسمها في القصة باعتذار خاص و إن كان قد وجه لها اللوم على عدم صدور رد فعل من جانبها بنفي الواقعة أو تأكيدها.
هذا بالنسبة للموقع أما الصورة فحولها كلام كثير و تحريا للدقة فيما نقول الصورة ليست تركيبا أو من عمل مصمم فوتوشوب بارع بل هي من صنع فنان أسترالي و عرضت بأحد المعارض و كانت عبارة عن مجسمات لتحولات علمية لتناسخ البشر مع الحيوانات باستخدام تقنيات الاستنساخ و التقنية الحيوية .. و المدقق لخلفية الصورة آلتي عرضتها الصحف و المنشورة على المنتديات يجد نفس الخلفية للصورة آلتي رسمها الفنان و وضع فيها أكثر من مجسم و هو ما يؤكد أن الأمر شائعة.
و كل الذي فعله صاحب الشائعة في الصورة أن قام بتظليلها في الأجزاء الحساسة أكثر أما أصل الصورة كما ذكرنا فيدور حول فكرة الهندسة الجينية . [محبكم كوبرىr]
من مواضيعه في المنتدى
بقلم زيد نعالوه