أخيرا التقينا فوق الجسر
تعانقنا
ننزل عن كاهلنا فراق سنين
ابتسامة سخرية ارتسمت على وجهه كعادته
طوال حياته لم تفارقه هذه الابتسامة
قال و قد أخذ بلحيتي )
ـ لم تغيرك اللحية كثيرا ..
مازلت في نظري صبيا .
ـ لطالما شربت من كأس مقالبك الباردة .
ـ كنت تشكيني لأمي ؟ هه ؟
ـ كنت أخاف عليك من العقاب الأبوي .
( شقت ضحكاته صمت سنين الذكرى
لم يتمالك نفسه من شدة الضحك
اختل توازنه
صرخ مستغيثا
سقط
شهقة رعب شلت حركتي
حاول الإمساك بي
سحبني معه
بالكاد أمسكت بأطراف السور الحديدي
حاول التشبث بملابسي البالية
لم تصمد
تمزقت
عرى صلابتي الواهية
وهنت الأيدي
انزلقت يداه بينما حاولت التماسك
تشبث بأطراف قدمي
انخلعت بيده الأصابع
هوى إلى الماء
بالكاد نظرت إلى المياه العميقة
دوار فوبيا الأماكن العالية لفني
اغتصب سمعي صرخة مكتومة نتيجة ارتطامه بالماء الكثيف
حاولت الصعود
نجوت بآلامي
أخذته دوامات النهر الثائرة
اختفي في لمح البصر
حاولت إقناع نفسي
إنها إحدى مقالبه الباردة
نعم .. نعم
مازالت أذكر إغماءة أمي برأس البر
ظنته غريقا
خرج يومها ضاحكا
انتظرت ثوان
سيخرج الآن كعادته
انتظرت دقائق
سيخرج
انتظرت ساعات
سنوات مرت و سنوات
نظرت إلى صورتي بالماء
بياض زحف على شعري الذي انسدل يلامس الماء
رأيت شيخا محني الظهر فوق جسور الانتظار
مل الانتظار انتظاره )
ـ أخـــــــــــــي .....
ألم يحن موعد خروجك بعد ؟
( لمحت صورته مبتسما بالأعماق
منتظرا سقوطي هناك )
بقلم زيد نعالوه