*** دموع غزة ***
وحدي أُداسُ
وإنْ سألْتَ عنِ المكانِ...
تُجِبْكَ أقبيةُ الـفراغْ:
أنا ظِلُّكُمْ في أرضِ غزَّهْ
فاسألْ ضميرَكَ: أينَ غزَّهْ؟؟؟
واسألْ سِلالَ المُهْمَلاتِ فُتاتَ عِزَّهْ
فجدارُ مجْدِكَ قدْ عرتْهُ ألفُ هزَّهْ
***
وحدي أُداسُ
وصِبْيةُ القُرْصانِ في الجُثْمانِ جاسُوا
وفي صدْري احتِباسُ
من أنا!؟؟
أنا في حِسابِك لا أُقاسُ
أنا لسْتُ رقماً...
في رصيدكَ!
هل أنا الوَسْواسُ؟
قلْ لي: هل أنا الخنَّاسُ؟
قلْ لي: من أنا!؟
***
حولي الحصارْ
فوقي الدَّمارْ
تحتي سريرٌ فيهِ أشْواكٌ ونارْ
أحلاميَ الكابوسُ... بعْثَرَهُ انفِجارْ!!
في كلِّ دارْ
جرحٌ يُكلِّلُهُ بِغارْ
في كلِّ قلْبٍ حرْقةٌ
لا فرْقَ: في ليلٍ كوَتْنا أو نهارْ
رفعَ اليَهودُ هُنا الجِدارْ
ورَفَعْتَ يا عرَبيُّ أكثرَ مِنْ جدارْ
أنْكرْتَني
لا مُخْطِئاً... لا ساهِياً...
أنْكرْتني... هذا القرارْ!
***
أنْكرْتَ في قاموسِكَ الذَّهبيِّ غزَّهْ
وغرزْتَني في الصَّدْرِ غَرْزهْ
لا بلْ أراها ألْفَ غَرْزهْ
أنا من وُلِدْتُ، وقُرْبَ أُذْني
للرَّصاصِ دويُّ أزَّهْ
بيني وبينَ الموتِ... قفْزَهْ
أنا ليسَ يقْتُلُني العدوُّ
أنا الغضَنْفرُ
وهو يهربُ من نيوبي كالإِوزَّهْ
يا أيُّها العربيُّ أنتَ القاتلُ العالي المَقامْ
أنْتَ الَّذي يرْمي صُمودي بالسِّهامْ
اُنْظُرْ إلى ظهْري الّذي أشبعْتَهُ
طعناً بسِكِّين اتِّهامْ
أوَما مللْتَ من الكَلامْ؟؟
أوَما صحَوتَ وأنْتَ تسْخَرُ منك...
دُميتُكَ المسمَّاةُ: السَّلامْ؟؟
***
أنْكرتني... أنْكرْتَ غَزَّهْ
وأَدرْتَ ظهْرَكَ تمتطي صَهَواتِ عَنْزَهْ
وأمامَكَ الرَّاعي الأمِرْكيُّ اصْطفاكَ بنِصْفِ لَوْزَهْ
ورمى أمامَكَ قِشْرَ موْزَهْ
فاسجدْ لديهْ
قبِّلْ يدَيْهْ
أوْ بعْضَ رِجلَيْهْ
أهْدِ الدّموعَ هنا إلَيْهْ
***
أنا لسْتُ مِثْلَكَ... لا... فأُمّي بِنْتُ غَزَّهْ
باعَتْ طحينَ الدَّارِ،
لمْ تسْتلَّ منهُ قدْرَ خُبْزَهْ
باعَتْ... وحاكَتْ للمُجاهِدِ صوفَ كَنْزَهْ
وشَرتْ قنابِلْ
وضُمادةً لذراعِ والدِها المُقاتِلْ
فيما امرؤُ القيسِ المضلَّلُ همُّهُ دُنيا عُنَيْزَهْ
والكأسُ في الفمِ، وهْيَ مُزَّهْ
ويبيعُ أرضَ القُدسِ، مَغْشوشاً بغَمْزَهْ
ويقومُ ينبشُ قبْرَ حمْزَهْ
حتّى يضرِّجَ طُهْرَ جثّتَهُ بوَخْزَهْ
ويقولَ: قد حارَبْتُ إرهابَ الأَوائِلْ
جودوا عليَّ بحُكْمِ أشتاتِ القبائلْ