خاطرة منقووولة

لا زلت أذكر حين غفوت بحنان ابي
لا إنس يخيفني ما دمت أراه قربي
وكم تمنيت أن يدوم سعدي...
إنما أقلق جفني صوت مهيب
ليدخل الغاصبون ويكسرو املنا الرحيب
ليمحو الامان السائد منذ قليل
ويأخذو منا راحة أبي الحبيب

صار الحزن يقطعني...ولم أصرخ
ألمح دمع امي..صمت اخوتي..وبقيت أرقب
وبعد ما رأيت...
ناديت بقلب مجروح..أبي
لا تتركنا يا أبي ..لا تأخذ أفراحنا معك
ابي..مهلاً..أريد ان أكلمك بشيء
ابي..هل ستغيب طويلا؟؟!!
أريد ضمك قبل ان تذهب..
لكن... أُغلق الباب ..تشبثوا به وأخذوه
بلا رحمة سرقوا سروري وسرور أسرتي
ألا ما أخزاهم يوم يعرفون كرامة أبي
رحل.. وابتسامة عزته لا زالت مرسومة
على جدران بيتنا..
وفي أزقة الطرق محفورة

أبي.. لو تدرك مدى اشتياقي لك..
لو تدرك كم يهمس بأذني صوتك..
هل ينبغي أن أكون نابغة؟!!
لأصف شوقي فوق الورق؟؟

أبي.. حالتنا بخير..
أمي تضحي كل يوم من اجلنا..
أتعجب منها فعطائها لا يتوقف
انها كما هي قوية ..
حتى لا نحتاج لعون..
أعرف كم هي طيبة ..
لو منحتنا روحها لا تأبه..
المهم ان نكون بخير

أبي..
أتذكر ذلك اليوم ؟؟
حين كنا ندفأ بحضنك؟؟
نجلس معاً لتحدثنا عن أحلامك..
وأجمل ايامك..
صوت ضحكاتك لا يفارق البيت أبدا

أبي..
لماذا جعلتنا نتالم ؟؟
عندما تكلمت معك
تذكر؟؟
ضحكنا كثيرا على الهاتف..واستمتعنا
وقلبي كان سيقفز إليك..
لكنني رجعت لأجد دموع امي َتطَّرد
سألتها ما بكي ؟؟
قالت..
وياليتها ما نطقت وقتها..
يا ليتها اخفت عني ليبقى الحلم حقيقة
قالت سيطول غيابك..
سيطول غيابك..
وتتأخر من جديد

لماذا يا أبي ؟؟
الى متى ؟
لقد كان أملي أعظم من في الأرض
كان ينتشر بكل ذرة من ثرى وطني
كنت احسب الدقائق والساعات والأيام
لرجوعك ..
أقول لنفسي.. اقترب أبي..
أتوهم يد الباب تهتز!!
عساك تدخل يا أبي..
لكنك ابتعدت أكثر..

اه..لو تعلم ما يحدث بداخلي الآن
لو تعلم حرارة اللهيب بجسدي..
وأتحاشى الحزن وأبتسم رغماً
لأجلك ..
كم انا فخورة بك يا أبي..
لو أن كل العالم يعرف من هو أبي..

لا تيأس .. ولا تضعف
ابقى مبتسماً..سعيدا رغم المآسي

سأبقى في انتظارك
سأنتظرك ولو طول العمر
كل يوم سأطل من نافذة غرفتي
لأتأمل الخطوات..وتكون أنت
بنورك الكبير..
أبي.. انني احن إليك
أريد ان أنفجر بالبكاء.
لكن..
سأصمد كما علمتني يا أغلى الناس
تأكد..وكن موقناً
أنني سأنتظر مهما تأخرت

أبي.. لحظة
رسالتي لم تنتهي بعد..
لم تكن سوى قطرة من بحار العالم

اعذرني..ساتوقف
أخشى ان تخونني مشاعري أكثر..
وأبلل السطور..
أحبك..